أُوْلُوا الْعَزْمِ مِن الرُّسُلِ

قال الماوردي في تفسيره: قوله عز وجل: {فَاصْبِر كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِن الرُّسُلِ} فيهم ستة أوجه:

أحدها: أن أولي العزم من الرسل الذين أمروا بالقتال من الأنبياء، قاله السدي والكلبي. (ابن الجوزي: 7).
الثاني: أنهم العرب من الأنبياء، قاله مجاهد والشعبي. (ابن الجوزي: 4).
الثالث: من لم تصبه فتنة من الأنبياء، قاله الحسن. (ابن الجوزي: 3).
الرابع: من أصابه منهم بلاء بغير ذنب، قاله ابن جريج.
الخامس: أنهم أولوا العزم، حكاه يحيى.
السادس: أنهم أولوا الصبر الذين صبروا على أذى قومهم فلم يجزعوا.
وروت عائشة عن النبي ع قال: «إن الله عز وجل لم يرض عن أولي العزم من الرسل إلا بالصبر على مكروهها والصبر على مخبوئها».

وقال الماوردي: (وفي أولي العزم منهم ستة أقاويل):

أحدها:
أن جميع الأنبياء أولوا العزم، ولم يبعث الله رسولاً إلا كان من أولي
العزم. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصبر كما صبروا، قاله ابن
زيد. (ابن الجوزي: Cool

.
الثاني: أن أولي العزم منهم نوح وهود وإبراهيم، فأمر الله رسوله أن يكون رابعهم، قاله أبو العالية. (ابن الجوزي: 2).
الثالث: أنهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، قاله ابن عباس. (ابن الجوزي: 1)
الرابع: أنهم نوح وهود وإبراهيم وشعيب وموسى، قاله عبدالعزيز. (....).
الخامس: أنهم إبراهيم وموسى وداود وسليمان وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم، قاله السدي. (ابن الجوزي: 5).
السادس: أن منهم إسماعيل ويعقوب وأيوب، وليس منهم: يونس ولا سليمان ولا آدم، قاله ابن جريج. (ابن الجوزي: 6).

وذكر بعضها ابن الجوزي وزاد عليها أربعة، فتحصل من قوليهما أربعة عشر قولا:

وقال ابن الجوزي في زاد المسير: {كما صَبَرَ أُولُوا العَزْم} أي: ذَوو الحَزْم والصَّبْر؛ وفيهم عشرة أقوال:
أحدها:
أنهم نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، صلى الله عليهم وسلم، رواه
الضحاك عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وقتادة، وعطاء الخراساني، وابن السائب.
(الماوردي: 1).
والثاني: نوح، وهود، وإبراهيم، ومحمد، صلى الله عليهم وسلم، قاله أبو العالية الرياحي. (الماوردي: 2)
والثالث: أنهم الذين لم تُصِبْهم فتنةٌ من الأنبياء، قاله الحسن. (الماوردي: ..).
والرابع: أنهم العرب من الأنبياء، قاله مجاهد والشعبي. (الماوردي: ..).
والخامس: أنهم إبراهيم، وموسى، وداود، وسليمان، وعيسى، ومحمد، صلى الله عليهم وسلم، قاله السدي. (الماوردي: 5).
والسادس: أن منهم إِسماعيل، ويعقوب، وأيُّوب، وليس منهم آدم، ولا يونس، ولا سليمان، قاله ابن جريج. (الماوردي: 6).
والسابع: أنهم الذين أُمروا بالجهاد والقتال، قاله ابن السائب، وحكي عن السدي.
والثامن: أنهم جميع الرُّسل، فإن الله لم يَبْعَثْ رسولاً إِلاّ كان من أُولي العزم، قاله ابن زيد، واختاره ابن الأنباري،
وقال: «مِنْ» دخلتْ للتجنيس لا للتبعيض، كما تقول: قد رأيتُ الثياب من الخَزِّ والجِباب من القَزِّ. (الماوردي 1).
والتاسع: أنهم الأنبياء الثمانية عشر المذكورون في سورة [الأنعام: 83 -86]، قاله الحسين بن الفضل.
-{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ
دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ(83) وَوَهَبْنَا
لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ
قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ
وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(84) وَزَكَرِيَّا
وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ(85)
وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى
الْعَالَمِينَ(86)}-.
والعاشر: أنهم جميع الأنبياء إِلاّ يونس، حكاه الثعلبي.