أيها الهائم حيرة
ترتدي خفقك والهجير
وعلى مذاهب الطريق
تضيع خطاك
خلفك ظل الذاكرة يسعى
يطلبك حثيثا
وفي الدواخل
أغصان أمانٍ
تمتد تعطشاً حتى مشارف السراب
فوق رأسك خبز
عجنته السنون
خبزته الأماكن
لتأكل طير الذكريات منه
أيها الشوق نزفناك
في تجاويف الليل توجعا
بين مفاصل التعب ترنحا
نزفناك نداء
يئن في المساءات المطرزة
بلحظة الغياب شجنا
نزفناك حرفا
من الأضلع نحتا
من مكامن الشجن دمعا
وعلى جدران الوحدة رسمتك
أصابع التوجد حنينا
أيها الشوق نزفناك كثيرا
وأي نزف !
يعيد لمنابت الروح النماء
يبعث في خلايا الدم انتشاء
أيهذا السائر في طريق
نقطة الانتهاء فيه ابتداء
قوارض اليأس تمزق أسمال الأمل
تُراقصك أغصان المنايا عاريا
يحتوشك صقيع الوقت
يشل أطراف صرخاتك
تمضي وحيدا
دون هدى
بلا زاد
يحدوك مصير مجهول
.
.