ياسر المدير
الرتبه : الوسام : عدد الرسائل : 487 العمر : 33 العمل/الترفيه : طالب المزاج : الرومانسيه الدوله : المزاج : تاريخ التسجيل : 12/04/2008
| موضوع: التغيير: خارطة الطريق ... مهم جدا جدا جدا الأحد يوليو 25, 2010 5:37 pm | |
| أعرف أن الذين يدعون للتغيير أصابهم الإحباط بعد خطاب الرئيس الأخير في عيد العمال. والسبب ليس فقط ما قاله السيد الرئيس من عبارات حازمة حاسمة، وإنما الحالة الصحية والبدنية التي ظهر عليها... متعه الله بالصحة والعافية.
لا أدري لماذا ننتظر التغيير من السماء… إذا كان من الممكن أن يحدث من الأرض، بل إنه لن يحدث من السماء إلا إذا بدأ من الأرض.
لن يمنحنا الله هدية نحلم بها، إلا إذا كنا نستحقها. وهذه هي القاعدة الأولى والوحيدة للتغيير ……. نعم
قاعدة التغيير الأولى والوحيدة هي: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
إن الله لا يغير ما بمصر… حتى يتغير المصريون.
والتغيير هو عملية معقدة تتكون من ثلاثة مراحل: المرحلة الأولى: تغيير في المشاعر والأحاسيس المرحلة الثانية: تغيير في الأفكار والمفاهيم المرحلة الثالثة: تغيير في السلوك والأعمال.
ولا يمكن تجاوز هذه المراحل والقفز عليها، ولا يمكن أن ندخل المرحلة الثالثة – كما يدعونا بشدة وإلحاح دعاة التغيير- قبل أن نستكمل متطلبات المرحلة الثانية، ولا يمكن أن نقف على أعتاب المرحلة الثانية قبل أن نعبر الأولى.
لا يمكن تجاوز المراحل، ولكن يمكن الإسراع بها… فقط إذا عرفنا خارطة الطريق. ……….
ما هو الخبر الذي يجعلك تترك سريرك في الثالثة صباحاً، لتنزل إلى الشارع مع الجمهور؟
بالتأكيد ليس هو أننا نرغب في تعديل المادة 76 من الدستور، ولا أن مصر تبيع الغاز لإسرائيل، ولا أن الحكومة خفضت العلاوة من 10% إلى 5%، ولا أن سفينة علقت في قناة السويس، ولا أن الدين الداخلي ارتفع إلى 40% من الدخل القومي، ولا أن السحابة السوداء عادت للظهور، ولا أن الماء ينقطع، ولا أن الشوارع مزدحمة، ولا أن الأرصفة مكسورة، ولا أن القطارات بغير أنظمة أمان، ولا أن نصف مصر بدون صرف صحي… هذه حقائق هامة وهي سيئة، ولكنها أخبار عادية. هي واقع وليست حدثاً…
والناس لا تنفعل للواقع اليومي، وإنما للحدث الصارخ.
لن يسمعك أحد إذا قلت هناك بلاعة مفتوحة، ولكنهم يمكن أن يسمعوا إذا قلت: طفل وقع في البلاعة ومات.
لن تخرج من بيتك في الثالثة صباحاً إلا لأمر: شخصي- مهم – وعاجل.
وهو ما تزال المعارضة بعيدة جداً عن تحقيقه أو "تخليقه". ………..
دعوني أقول لكم لماذا انفعل الناس في مايو من العام الماضي لحادث أليم وعارض ومفاجيء مثل وفاة الطفل محمد علاء مبارك
لأن الناس تتفاعل مع المشاعر أكثر مما تتفاعل مع الأفكار…
الناس لا تفهم هذا المصطلح الغامض: "التوريث"، ولكنها تفهم أن: "الأطفال في الجنة"، ويمكن للخبثاء أن يستثمروا أطفال الجنة لزرع الشياطين على الأرض. ………..
قال تشرشل: "يمكنك بالدعاية أن تغير وجه التاريخ"…
وهذه هي القواعد العامة للدعاية، أو – في الحقيقة- الأسباب الرئيسية التي كان غيابها وراء عزوف الناس عن الاستجابة لكل دعوات الإصلاح والتغيير حتى الآن:
-المدخل الرئيسي للتغيير هو الإيمان المطلق بالفكرة، والتفاؤل واليقين التام من القدرة على النجاح وتحقيق النصر. المهزومون من الداخل لا ينتصرون. ومن يرون أنه لا أمل فلا أمل فيهم. والذين لا يرون سوى نصف كوب الفارغ لا يمكنهم أن يرون نصف الكوب المملوء. الذين يقولون إن الأمر محسوم ضدنا، وهم واثقون من هذا الأمر، لماذا إذن يطلبون من الله أن يكون معهم؟
-لا تتحرك الفكرة في فراغ، وإنما لابد من قائد يجسدها ويتم ربطه بها، ويتوسم فيه الناس الأمل والحيوية. لم ينجح الإخوان في ربط شعار "الإسلام هو الحل" بشخص واحد، يتذكره الناس حين يتردد الشعار.
-فعالية العقل المحرك هي وقود النجاح… ليس عملياً ولا هو مطلوب أن يتغير الناس جميعاً، وأن يؤمنوا بدوافع التغيير وأهدافه بنفس الدرجة… إنما المطلوب هو تجهيز ما يسمى بالكتلة الحرجة، أو المجموعة الصغيرة عالية الفعالية التي تتحرك بالفكرة الجديدة بين الناس، وتحسن التعبير عنها وتمثيلها.
-الجمهور لا يحب ولا يفهم ولا يتحمس ولا يقبل الأفكار المركبة، وإنما يتأثر بالشعارات البسيطة والرموز، ولذلك الناس تحمست لشعار: "الإسلام هو الحل"، و "كفاية"، وليس لشعار "المدنية والتحديث" أو "تداول السلطة". ولعل هذه هي مشكلة محمد البرادعي حتى الآن... إنه رائع وممتاز وعظيم... ولكن الناس تحس أنه ليس منا... مشكلة البرادعي أنه أفضل منا... وأن أفكاره مركبة وليست بسيطة ومباشرة.
-للشعارات عمر افتراضي، ولا يبقى الجمهور مرتبطاً بالشعار لفترة طويلة، ولا يستطيع الجمهور أن يبقى مستثاراً لفترة طويلة. هناك فرصة ما لم يتم استغلالها في الوقت المناسب تضيع. "كفاية" كان شعاراً جيداً في حينه... لكن عمره الافتراضي انتهي... ويجب توليد شعار جديد.
-الشعار هو اختيار لأولوية… وكلما كان بسيطاً ومحدداً ومناسباً للمرحلة كلما كان أفضل. الناس لن تتحرك لشعار ينادي بخفض التضخم، ولكنها ستتحرك لشعار ينادي بمضاعفة الأجور. من الواجب تحديد نقاط الألم المباشرة ومواجهاتها، وليس الدوران حولها. قل للرجل: "هذه وظيفة لابنك"، ولا تقل له: "هذه تنمية مستدامة".
-لايبني الجمهور وجهة نظره بناء على مباديء وإنما على مواقف. ولا يعترض الجمهور ويغضب من أفكار يتبناها النجوم وإنما من مواقف يتخذونها. لم يهتم الجمهور كثيراً بموقف عادل إمام الممتد لسنوات والرافض للجماعات الإسلامية، ولم يحاسبوه عليه. ولكنهم اعترضوا على كلمة عابرة قالها حسين فهمي عن المحجبات. الناس لا تختبر الآن مباديء البرادعي وإنما مواقفه. ومستوى أداؤه فيها حتى الآن غير مميز، لكنه يمكن أن يرتفع كثيراً مع الوقت والفرص.
-الأحداث المفاجئة – الحقيقية أو الملفقة- يمكن أن تغير القناعات التي استمرت لمئات السنيين. والمواقف الرمزية بين القادة مثل: إلقاء التحية، أو تقبيل اليد أو تقبيل الرأس أو الانحناء، أو الدفع باليد… تنسي الناس ما سبقها من خطب ومقالات وقرارات. صورة واحدة موفقة للبرادعي قد تجعله في مقدمة المشهد، وصورة أخرى (يبحث عنها بجنون رجال الحزب الوطني) قد تخرجه من الحلبة بفضيحة وللأبد.
-في الخطابات العامة واللقاءات الجماهيرية، لا يستمع الناس، ولا يفهمون ولا يتأثرون بلغة الأسباب والحجج والمنطق والبراهين.. وإنما يسمعون ويفهمون ويتأثرون بالكلمات المباشرة والمواقف الإنسانية المؤثرة.
-أسهل وسيلة لجذب الرأي العام هي إذكاء الروح العسكرية، والدفاع عن التراب الوطني، وإعلانات النصر، والقائد العسكري هو الأقرب لجمع الناس حوله.
خلاصة الكلام…
- كل المؤشرات تشير إلى أن الأمور ستجري كما خطط لها الحزب الحاكم ما لم يحدث تغيير كبير.
- إحداث التغيير الكبير.. ليس مستحيلاً لكنه يحتاج إيماناً قوياً بالفكرة، ومعرفة بكيفية تحقيقها.
- التغيير لا يحدث حتى يمر بثلاثة مراحل متعاقبة: مشاعر – أفكار – سلوك. لا يمكن القفز على المراحل
- تغيير المشاعر لا يمكن تحقيقه عن طريق الأفكار وإنما عن الرموز والأشخاص والمواقف.
- حتى يتحمس الناس للتغيير يجب أن يكون الدافع له: شخصي – هام – وعاجل
- لن يمنحنا الله عطيته، حتى نثبت أننا نستحقها.
خارطة طريق المرحلة الأولى (تغيير المشاعر): 1-شخص يتحلق الناس حوله 2-شعار بسيط يرددونه 3-قضية جوهرية واحدة تمسهم. ثم 4-اقرأ الحادثة… اقرأ الحادثة… اقرأ الحادثة
وبعدها يمكن أن نتحدث عن قضايا الحل النهائي.
الموضوع ده فى شهر مايو المـاضى منقول | |
|