مصائب الفيس بوك
دفعني لكتابة ما تقرؤون قصة حدثت مع إحدى الفتيات العفيفات أذكرها في نهاية المقال..
منذ مدة ظهر الفايس بوك على ساحة الإنترنت ليشكل ثورة في عالم التواصل الإنساني. بتَّ تستطيع أن تجد رفاق الصِّبى و تدعوهم للتواصل معك، تضع صورتك فيتعرف عليك أصحابك القدامى فيدعوك لتسترجعوا معاً ذكريات عذبة لأيام قضيتموها معاً، إلا أن لكل جديد محاذير...
ترى الفتاة "الملتزمة" تفتح أكاونت (account) و تضع فيه صوراً لها إنتقتها من بين ما لديها من صور. أجمل صورة لها، وضعت فيها ما ر**ها الله من مكياج -سامحها الله-، بأجمل الثياب، عيناها ترسلان النظرات الحالمة بدلع زائد... نسيت هداها الله الآية الكريمة:"و لا يبدين زينتهنّ إلا ما ظهر منها"...
لو نظر إليها شاب في الشارع بتمعّن يتفحصها، لقالت له "إحترم نفسك" و لجمعت عليه أمّة لا إله إلا الله بصرخة واحدة فانكبّوا عليه رفساً و دعساً يتقربون به إلى الله، و لكان مصيره مقبرة سيدي عبدالواحد أو غرفة العناية المركّزة في المستشفى الوطني الطابق الأول على أحسن الأحوال! طبعاً فهي عفيفة طاهرة... و لكن أختي، ملايين من الشباب يجولون في الفايس بوك، منهم الطالح و الفاسق و ملايين الكفار، يشاهدون صورك بل و يمعنون النظر و يحفظونها على حواسيبهم... وهناك برنامج الفوتوشوب و ما أدراك ما الفوتوشوب...
هل ترضين أختي بذلك؟؟؟ بأن تصبحي سلعة للنظر؟؟؟ تُقارنين بهذه و تلك؟ أربؤ بك أن تكوني هكذا فاحذري.
هل سمعت أختي ماذا يقول الشباب عند بحثهم عن الفتيات في الفايس بوك؟ كلمات تتقزز منها النفس... طبعاً، فلهم الحق بذلك فالفتيات من وضعن صورهن بملئ إرادتهن. و الشباب لا يحترم الفتاة التي يصلون إليها بسهولة... هكذا يفكرون!إنهنّ يعرضن أنفسهن! هن سلع! هكذا يظنون!!!
فتاة عفيفة طاهرة، ما رضيت أن تضع صورها بزينتها فوضعت صورة لها وهي طفلة صغيرة، أتعلمين ماذا يقولون؟؟؟ "أفففف، هذه الصورة عندما كانت صغيرة، فكيف أصبحت الآن؟ " !!! (بألفاظ أحطّ طبعاً) و يجلس أحدهم يتخيل شكل هذه الفتاة! يقولون كلاماً لو سمعته هذه الأخت التي تضع صورتها من شاب لهوت بالمحفظة على أم رأسه فجعلته عبرة لمن اعتبر.
تفتح صفحتك من الفايس بوك فتجد صور فتيات هنا و هناك، من كل الأشكال و الألوان، تعلم أنك لا تقبل دعوة الفتيات و لا تدعوهنّ فكيف جئن على صفحتي؟ آه نعم، إنهن "صديقات" (friends) أصدقائي... يحاول الواحد منّا جاهداً أن يغض بصره، فيقلل ذهابه للجامعة ما أمك، و يتجنب أماكن الزحام و الأسواق، يراقب بصره، يصوم و يدعو ربه أن يبعده عن مواطن الرِّيب ثم إذا فتح الفايس بوك وجد الوجوه المِلاح، و الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، و الإنسان ضعيف إن كان وحيداً....
أعان الله الشباب كي يقاوموا دعوة فلانة و رسالة علّانة، أعلم كم يحتال إبليس اللعين على الشباب كي يوقعهم...
فتاة عفيفة افتتحت لها مكاناً في الفايس بوك للتواصل مع صديقاتها و لم تضع فيه أية صورة لها. كان كل شيئ طبيعياً حتى جاء ذلك اليوم... سؤال ظهر فجأة على صفحتها:
do you think that your friend "...." is "...."n
يسألها إن كانت تظن أن صديقتها فلانة "....."
لم تفهم الفتاة الكلمة المُستبدلة بالنقاط إلا أنها أحست بشيئ يدفعها للإجابة بنعم فالكلمة تبدو جميلة... إلا أنها آثرت أن تسأل قبل أن تجاوب فكانت المفاجأة!!!!!!!! صفة من أحط الصفات، أكثر من أن تتّهم فتاة عفيفة بالزنا!!! فعل تتقزز الحيوانات من فعله! لو جاوبت بنعم لكان وقع عليها حد القذف! مئة جلدة لمن يتهم فتاة بالزنى، فما حد الاتهام بهكذا أمر؟ الله أعلم فلا أعتقد أن أحداً بحث بهكذا أمر!
ماذا أقول في النهاية؟ لا أدري... هل أنصحكم بإغلاق صفحتكم؟ لا أعلم... و لكن ألا تدرون أن كل ما تضعونه على الإنترنت يبقى هناك؟ حتى ولو محوتموه! فالسيرفر في أمريكا و ما يدخله يبقى و إن مُحي.. ربما من الأفضل أن نُغير البيانات و نستبدلها ببيانات وهمية... الله أعلم
منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول