مرحبا بك في ايجى ماي
www.egymy.tk
سجل في الموقع وأكسب لاب توب ههههههههههه من اولها نصب
مرحبا بك في ايجى ماي
www.egymy.tk
سجل في الموقع وأكسب لاب توب ههههههههههه من اولها نصب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةالعجميأحدث الصورالتسجيلدخول
       
 

 

 هذا محمد صلى الله عليه وسلم فمن مثلُهُ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
*بنت الإسلام*

*بنت الإسلام*


الرتبه : https://2img.net/i/fa/empty.gif
الوسام : وسام القسم الاسلامي
انثى
القوس عدد الرسائل : 37
العمر : 36
العمل/الترفيه : الانترنت
المزاج : مبسوطة
الدوله : هذا محمد صلى الله عليه وسلم فمن مثلُهُ؟ 3dflag23
المزاج : هذا محمد صلى الله عليه وسلم فمن مثلُهُ؟ _36
تاريخ التسجيل : 05/08/2010

هذا محمد صلى الله عليه وسلم فمن مثلُهُ؟ Empty
مُساهمةموضوع: هذا محمد صلى الله عليه وسلم فمن مثلُهُ؟   هذا محمد صلى الله عليه وسلم فمن مثلُهُ؟ Emptyالسبت أغسطس 07, 2010 1:22 pm

هذا محمد صلى الله عليه وسلم فمن مثلُهُ؟؟
* عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ r ... وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالْحِرَابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ النَّبِيَّ r
وَإِمَّا قَالَ: «تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ». فَقُلْتُ نَعَمْ.
فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ خَدِّي عَلَى خَدِّهِ، وَهُوَ يَقُولُ «دُونَكُمْ
يَا بَنِي أَرْفِدَةَ». حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ، قَالَ: «حَسْبُكِ». قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «فَاذْهَبِي».

البخاري (950 و2906) و454 و455 و988 و3529 و5190 و5236).ولمسلم (2102) بلفظ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ r
وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثٍ فَاضْطَجَعَ عَلَى
الْفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي،
وَقَالَ مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ
r، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ r
فَقَالَ: «دَعْهُمَا»: فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا وَكَانَ
يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالْحِرَابِ، فَإِمَّا
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ
r،
وَإِمَّا قَالَ: «تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ». فَقُلْتُ: نَعَمْ.
فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ خَدِّي عَلَى خَدِّهِ، وَهُوَ يَقُولُ: «دُونَكُمْ
يَا بَنِي أَرْفَدَةَ». حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ قَالَ: «حَسْبُكِ». قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ «فَاذْهَبِي»..

* وَقَالَتْ عَائِشَةُ رَأَيْتُ النَّبِيَّ r يَسْتُرُنِي، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ، وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ، فَزَجَرَهُمْ {عُمَرُ} فَقَالَ النَّبِيُّ r: «دَعْهُمْ، أَمْنًا بَنِي أَرْفَدَةَ». يَعْنِي: مِنَ الأَمْنِ. البخاري (3530: وأطرافه: 949 و952 و987 و2907).
* وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ r
وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ، فَاضْطَجَعَ
عَلَى الْفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ
فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ: مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ
r فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ u فَقَالَ: «دَعْهُمَا»، فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا. البخاري (949 و952 و987 و2907 و3530 و3931).
* وَعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَالنَّبِيُّ r
عِنْدَهَا يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، وَعِنْدَهَا قَيْنَتَانِ
{تُغَنِّيَانِ} بِمَا تَقَاذَفَتِ الأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ. فَقَالَ
أَبُو بَكْرٍ: مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ مَرَّتَيْنِ. فَقَالَ النَّبِيُّ
r: «دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا الْيَوْمُ». البخاري (3931 و949 و952 و987 و2907 و3530).



سؤال: ماذا لو فعلها عالم من علماء المسلمين اليوم؟؟!!
ما موقف الصحافة والإعلام لو فعلها مفت لدولة إسلامية؟؟!!
ما موقف من ضاق أفقهم عن الفهم السليم والصحيح للإسلام؟؟َ!
بماذا سينعت هذا العالم لو وضعت زوجه رأسها على عاتقه كما في الحديث؟؟!
وهل عندما ينالون منه سيعلمون قمة خلق النبي صلى الله عليه وسيلم ورعايته للمسلمين؟؟!!
فهل يسمح مثلا للنسوة بمشاهدة مباريات سباق الخيل.. الهجن..؟ أم سيعتبر ذلك انحطاطا أخلاقيا؟؟
أم هل نسينا أم عمارة يوم أحد حين قال لها النبي صلى الله عليه وسلم ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة؟ (طبقات ابن سعد)؟!!
تساؤلات لتحرك فكرنا، ونفهم ديننا أيها الأحبة..
شرح الحديث:
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري باختصار (897): اَلْحِرَاب: جَمْع حَرْبَةٍ.
وَالدَّرَقُ: جَمْع دَرَقَة وَهِيَ اَلتُّرْسُ من جلود ليس فيه خشب ولا عصب.
قَوْله:
(جَارِيَتَانِ: مِنْ جَوَارِي اَلْأَنْصَار). وَلِلطَّبَرَانِيِّ مِنْ
حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ إِحْدَاهُمَا كَانَتْ لِحَسَّان بْن ثَابِت،
وَفِي اَلْأَرْبَعِينَ لِلسُّلَمِيِّ: أَنَّهُمَا كَانَتَا لِعَبْداِللَّه
بْنِ سَلَام، وَفِي اَلْعِيدَيْنِ لِابْن أَبِي اَلدُّنْيَا بِإِسْنَادٍ
صَحِيح: (وَحَمَامَة وَصَاحِبَتهَا تُغَنِّيَانِ).، وَيُحْتَمَلُ أَنْ
يَكُونَ اِسْمُ اَلثَّانِيَةِ زَيْنَب، وَقَدْ ذَكَرَهُ فِي كِتَاب
اَلنِّكَاح، وَلَمْ يَذْكُرْ حَمَامَةَ اَلَّذِينَ صَنَّفُوا فِي
اَلصَّحَابَةِ وَهِيَ عَلَى شَرْطِهِمْ.

قَوْله:
(تُغَنِّيَانِ) وَفِي رِوَايَةٍ (تُدَفِّفَانِ): أَيْ تَضْرِبَانِ
بِالدُّفِّ، وَلِمُسْلِمٍ: (تُغَنِّيَانِ بِدُفٍّ)، وَلِلنَّسَائِيِّ؛
(بِدُفَّيْنِ): وَالدُّفُّ بِضَمٍّ وَفَتْحٍ: (اَلْكِرْبَال): وَهُوَ
اَلَّذِي لَا جَلَاجِلَ فِيهِ، فَإِنْ كَانَتْ فِيهِ فَهُوَ اَلْمِزْهَرُ،
(بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ اَلْأَنْصَار يَوْم بُعَاثٍ): أَيْ قَالَ بَعْضهمْ
لِبَعْضٍ مِنْ فَخْرٍ أَوْ هِجَاء، وَفِي رِوايَةٍ: (بِمَا تَعَازَفَتْ):
مِنْ اَلْعَزْفِ، وَهُوَ اَلصَّوْتُ اَلَّذِي لَهُ دَوِيٌّ، وَفِي
رِوَايَة: (تَقَاذَفَتْ): مِنْ اَلْقَذْفِ وَهُوَ هِجَاءُ بَعْضِهِمْ
لِبَعْض.

يَوْم
بُعَاث: يَوْمَ قُتِلَ فِيهِ صَنَادِيد اَلْأَوْس وَالْخَزْرَج.
وَبُعَاثٌ: هُوَ مَوْضِعٌ مِنْ اَلْمَدِينَةِ عَلَى لَيْلَتَيْنِ، وَقِيلَ:
هُوَ اِسْم حِصْن لِلْأَوْسِ، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ فِي دَار بَنِي
قُرَيْظَة فِيهِ أَمْوَال لَهُمْ، وَكَانَ مَوْضِع اَلْوَقْعَةِ فِي
مَزْرَعَةٍ لَهُمْ هُنَاكَ. وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ اَلْقَوْلَيْنِ.

قَالَ
اَلْخَطَّابِيّ: يَوْم بُعَاثٍ يَوْم مَشْهُور مِنْ أَيَّامِ اَلْعَرَبِ
كَانَتْ فِيهِ مَقْتَلَة عَظِيمَة لِلْأَوْسِ عَلَى اَلْخَزْرَج،
وَبَقِيَتْ اَلْحَرْبُ قَائِمَة مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً إِلَى
اَلْإِسْلَامِ عَلَى مَا ذَكَرَ اِبْن إِسْحَاق وَغَيْره.

قُلْت
–ابن حجر-: تَبِعَهُ عَلَى هَذَا جَمَاعَةٌ مِنْ شُرَّاح اَلصَّحِيحَيْنِ،
وَفِيهِ نَظَرٌ؛ لِأَنَّهُ يُوهِمُ أَنَّ اَلْحَرْبَ اَلَّتِي وَقَعَتْ
يَوْمَ بُعَاثٍ دَامَتْ هَذِهِ اَلْمُدَّة، وَلَيْسَ كَذَلِكَ فَسَيَأْتِي
فِي أَوَائِل اَلْهِجْرَةِ قَوْل عَائِشَة: (كَانَ يَوْم بُعَاث يَوْمًا
قَدَّمَهُ اَللَّهُ لِرَسُولِهِ فَقَدِمَ اَلْمَدِينَةَ وَقَدْ اِفْتَرَقَ
مَلَؤُهُمْ وَقُتِلَتْ سُرَاتُهُمْ)، وَكَذَا ذَكَرَهُ اِبْن إِسْحَاق
وَالْوَاقِدِيُّ وَغَيْرهمَا مِنْ أَصْحَابِ اَلْأَخْبَارِ، ورجح ابن حجر:
أَنَّ وَقْعَة بُعَاثٍ كَانَتْ قَبْلَ اَلْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ،
وَهُوَ اَلْمُعْتَمَدُ، وَهُوَ الأَصَحُّ.

نَعَمْ
دَامَتْ اَلْحَرْبُ بَيْنَ اَلْحَيَّيْنِ اَلْأَوْس وَالْخَزْرَج
أَيَّامًا كَثِيرَةً شَهِيرَة، وَكَانَ أَوَّلهَا: أَنَّ اَلْأَوْس
وَالْخَزْرَج لَمَّا نَزَلُوا اَلْمَدِينَةَ وَجَدُوا اَلْيَهُودَ
مُسْتَوْطِنِينَ بِهَا فَحَالَفُوهُمْ وَكَانُوا تَحْتَ قَهْرِهِمْ، ثُمَّ
غَلَبُوا عَلَى اَلْيَهُودِ فِي قِصَّةٍ طَوِيلَةٍ بِمُسَاعَدَةِ أَبِي
جَبَلَة مَلِك غَسَّان، فَلَمْ يَزَالُوا عَلَى اِتِّفَاقٍ بَيْنَهُمْ
حَتَّى كَانَتْ أَوَّلَ حَرْبٍ وَقَعَتْ بَيْنَهُمْ حَرْب سُمَيْر بِسَبَبِ
رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: كَعْب مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ نَزَلَ عَلَى مَالِكِ
بْنِ عَجْلَانَ اَلْخَزْرَجِيّ فَحَالَفَهُ، فَقَتَلَه رَجُل مِنْ
اَلْأَوْس يُقَالُ لَهُ: سُمَيْر، فَكَانَ ذَلِكَ سَبَب اَلْحَرْبِ بَيْنَ
اَلْحَيَّيْنِ، ثُمَّ كَانَتْ بَيْنَهُمْ وَقَائِع مِنْ أَشْهَرِهَا: يَوْم
اَلسَّرَارَة، وَيَوْم فَارِعٍ، وَيَوْم اَلْفِجَار اَلْأَوَّل
وَالثَّانِي، وَحَرْب حُصَيْن بْن اَلْأَسْلَتِ، وَحَرْب حَاطِب بْن قَيْس،
إِلَى أَنْ كَانَ آخِرَ ذَلِكَ يَوْم بُعَاث، وَكَانَ رَئِيس اَلْأَوْس
فِيهِ: حُضَيْر وَالِد أَسِيد، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: حُضَيْر
اَلْكَتَائِب، وَجُرِحَ يَوْمئِذٍ ثُمَّ مَاتَ بَعْدَ مُدَّةٍ مِنْ
جِرَاحَتِهِ، وَكَانَ رَئِيس اَلْخَزْرَج: عَمْرو بْن اَلنُّعْمَان،
وَجَاءَهُ سَهْم فِي اَلْقِتَالِ فَصَرَعَهُ فَهُزِمُوا بَعْدَ أَنْ
كَانُوا قَدْ اِسْتَظْهَرُوا، وَلِحَسَّان وَغَيْرِهِ مِنْ اَلْخَزْرَج
وَكَذَا لِقَيْس بْن اَلْحُطَيْم وَغَيْره مِنْ اَلْأَوْس فِي ذَلِكَ
أَشْعَار كَثِيرَة مَشْهُورَة فِي دَوَاوِينِهِمْ.

قَوْله:
(فَاضْطَجَعَ عَلَى اَلْفِرَاشِ) وَفِي رِوَايَةِ: (تَغَشَّى بِثَوْبِهِ)
وَلِمُسْلِم: (تَسَجَّى): أَيْ الْتَفَّ بِثَوْبِهِ.

قَوْله:
(فَانْتَهَرَنِي)، وَفِي رِوَايَة: (فَانْتَهَرَهُمَا): أَيْ
اَلْجَارِيَتَيْنِ، وَيُجْمَعُ بِأَنَّهُ شَرَكَ بَيْنَهُنَّ فِي
اَلِانْتِهَارِ وَالزَّجْرِ، أَمَّا عَائِشَة فَلِتَقْرِيرِهَا، وَأَمَّا
اَلْجَارِيَتَانِ فَلِفِعْلِهِمَا.

قَوْله:
(مِزْمَارَةُ اَلشَّيْطَان): يَعْنِي اَلْغِنَاء أَوْ اَلدُّفّ، مِنْ
اَلزَّمِيرِ، وَهُوَ اَلصَّوْتُ اَلَّذِي لَهُ اَلصَّفِير، وَيُطْلَقُ
عَلَى اَلصَّوْتِ اَلْحَسَنِ وَعَلَى اَلْغِنَاءِ، وَسُمِّيَت بِهِ
اَلْآلَةُ اَلْمَعْرُوفَةُ اَلَّتِي يُزَمَّرُ بِهَا، وَإِضَافَتهَا إِلَى
اَلشَّيْطَانِ مِنْ جِهَةِ أَنَّهَا تُلْهِي، فَقَدْ تَشْغَلُ اَلْقَلْبَ
عَنْ اَلذِّكْرِ.

قَوْله:
(دَعْهُمَا، يَا أَبَا بَكْر إِنَّ لِكُلِّ قَوْم عِيدًا وَهَذَا
عِيدنَا): فَفِيهِ تَعْلِيلُ اَلْأَمْرِ بِتَرْكِهِمَا، وَإِيضَاحُ خِلَافِ
مَا ظَنَّهُ اَلصِّدِّيقُ مِنْ أَنَّهُمَا فَعَلَتَا ذَلِكَ بِغَيْرِ
عِلْمِهِ
r؛
لِكَوْنِهِ دَخَلَ فَوَجَدَهُ مُغَطّى بِثَوْبِهِ، فَظَنَّهُ نَائِمًا،
فَتَوَجَّهَ لَهُ اَلْإِنْكَار عَلَى اِبْنَتِهِ مِنْ هَذِهِ اَلْأَوْجُهِ
مُسْتَصْحِبًا لِمَا تَقَرَّرَ عِنْدَهُ مِنْ مَنْع اَلْغِنَاء وَاللَّهْو،
فَبَادَرَ إِلَى إِنْكَارِ ذَلِكَ قِيَامًا عَنْ اَلنَّبِيِّ
r بِذَلِكَ مُسْتَنِدًا إِلَى مَا ظَهَرَ لَهُ، فَأَوْضَحَ لَهُ اَلنَّبِيُّ r
اَلْحَالَ، وَعَرَّفَهُ اَلْحُكْمَ مَقْرُونًا بِبَيَانِ اَلْحِكْمَةِ
بِأَنَّهُ يَوْمُ عِيد، أَيْ يَوْمُ سُرُورٍ شَرْعِيٍّ، فَلَا يُنْكَرُ
فِيهِ مِثْلُ هَذَا كَمَا لَا يُنْكَرُ فِي اَلْأَعْرَاسِ، وَبِهَذَا
يَرْتَفِعُ اَلْإِشْكَال عَمَّنْ قَالَ: كَيْفَ سَاغَ لِلصِّدِّيقِ
إِنْكَار شَيْءٍ أَقَرَّهُ اَلنَّبِيُّ
r؟.
وَفِي
قَوْلِهِ: (لِكُلِّ قَوْم): أَيْ مِنْ اَلطَّوَائِفِ. وَقَوْله: (عِيد):
أَيْ كَالنَّيْرُوزِ وَالْمِهْرَجَانِ، وَفِي اَلنَّسَائِيِّ وَابْن
حِبَّانَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ أَنَسٍ: {قَدِمَ اَلنَّبِيُّ
r
اَلْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: قَدْ
أَبْدَلَكُمْ اَللَّهُ تَعَالَى بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْم
اَلْفِطْرِ وَالْأَضْحَى}.

وَاسْتُنْبِطَ
مِنْهُ كَرَاهَةُ اَلْفَرَحِ فِي أَعْيَادِ اَلْمُشْرِكِينَ
وَالتَّشَبُّهِ بِهِمْ، وَبَالَغَ اَلشَّيْخُ أَبُو حَفْص اَلْكَبِير
اَلنَّسَفِيُّ مِنْ اَلْحَنَفِيَّةِ فَقَالَ: مَنْ أَهْدَى فِيهِ بَيْضَة
إِلَى مُشْرِكٍ تَعْظِيمًا لِلْيَوْمِ فَقَدْ كَفَرَ بِاَللَّهِ تَعَالَى.

اُسْتُنْبِطَ
مِنْ تَسْمِيَةِ أَيَّامِ مِنًى بِأَنَّهَا أَيَّام عِيد مَشْرُوعِيَّة
قَضَاء صَلَاة اَلْعِيدِ فِيهَا لِمَنْ فَاتَتْهُ.

وَاسْتَدَلَّ
جَمَاعَة مِنْ اَلصُّوفِيَّةِ بِهِ عَلَى إِبَاحَةِ اَلْغِنَاء
وَسَمَاعِهِ بِآلَةٍ وَبِغَيْرِ آلَة، وَيَكْفِي فِي رَدِّ ذَلِكَ تَصْرِيح
عَائِشَة فِي اَلْحَدِيثِ اَلَّذِي فِي اَلْبَابِ بَعْدَهُ بِقَوْلِهَا:
(وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ) فَنَفَتْ عَنْهُمَا مِنْ طَرِيق
اَلْمَعْنَى مَا أَثْبَتَهُ لَهُمَا بِاللَّفْظِ، لِأَنَّ اَلْغِنَاءَ
يُطْلَقُ عَلَى رَفْعِ اَلصَّوْتِ، وَعَلَى اَلتَّرَنُّمِ اَلَّذِي
تُسَمِّيه اَلْعَرَبُ اَلنَّصْب: عَلَى اَلْحِدَاءِ. وَلَا يُسَمَّى
فَاعِله مُغَنِّيًا، وَإِنَّمَا يُسَمَّى بِذَلِكَ مَنْ يَنْشُدُ
بِتَمْطِيطٍ وَتَكْسِيرٍ وَتَهْيِيجٍ وَتَشْوِيقٍ بِمَا فِيهِ تَعْرِيض
بِالْفَوَاحِشِ أَوْ تَصْرِيح.

قَالَ
اَلْقُرْطُبِيّ: {قَوْلُهَا: (لَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ): أَيْ
لَيْسَتَا مِمَّنْ يَعْرِفُ اَلْغِنَاء كَمَا يَعْرِفُهُ اَلْمُغَنِّيَات
اَلْمَعْرُوفَات بِذَلِكَ، وَهَذَا مِنْهَا تَحَرُّزٌ عَنْ اَلْغِنَاءِ
اَلْمُعْتَادِ عِنْدَ اَلْمُشْتَهِرِينَ بِهِ، وَهُوَ اَلَّذِي يُحَرِّكُ
اَلسَّاكِنَ وَيَبْعَثُ اَلْكَامِن، وَهَذَا اَلنَّوْع إِذَا كَانَ فِي
شِعْرٍ فِيهِ وَصْف مَحَاسِنِ اَلنِّسَاءِ وَالْخَمْرِ وَغَيْرهمَا مِنْ
اَلْأُمُورِ اَلْمُحَرَّمَةِ لَا يُخْتَلَفُ فِي تَحْرِيمِهِ.

قَالَ:
وَأَمَّا مَا اِبْتَدَعَهُ اَلصُّوفِيَّة فِي ذَلِكَ فَمِنْ قَبِيلِ مَا
لَا يُخْتَلَفُ فِي تَحْرِيمِهِ، لَكِنَّ اَلنُّفُوسَ اَلشَّهْوَانِيَّةَ
غَلَبَتْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ يُنْسَبُ إِلَى اَلْخَيْرِ، حَتَّى لَقَدْ
ظَهَرَتْ مِنْ كَثِيرٍ مِنْهُمْ فِعْلَاتُ اَلْمَجَانِينِ وَالصِّبْيَان،
حَتَّى رَقَصُوا بِحَرَكَاتٍ مُتَطَابِقَةٍ وَتَقْطِيعَاتٍ مُتَلَاحِقَة،
وَانْتَهَى التَّوَاقُحُ بِقَوْمٍ مِنْهُمْ إِلَى أَنْ جَعَلُوهَا مِنْ
بَابِ اَلْقُرَبِ وَصَالِح اَلْأَعْمَالِ، وَأَنَّ ذَلِكَ يُثْمِرُ سِنِيِّ
اَلْأَحْوَالِ وَهَذَا -عَلَى اَلتَّحْقِيقِ- مِنْ آثَارِ اَلزَّنْدَقَةِ،
وَقَوْل أَهْلِ اَلْمُخَرِّفَةِ وَاَللَّه اَلْمُسْتَعَان}.

وَيَنْبَغِي
أَنْ يُعْكَسَ مُرَادهمْ وَيُقْرَأَ: (سَيِّئ): عِوَض اَلنُّون
اَلْخَفِيفَة اَلْمَكْسُورَة بِغَيْرِ هَمْزٍ بِمُثَنَّاة تَحْتَانِيَّة
ثَقِيلَة مَهْمُوزًا.

-وَاسْتَدَلَّ
قَوْم مِنْ الصُّوفِيَّة بِحَدِيثِ الْبَاب عَلَى جَوَاز الرَّقْص
وَسَمَاع آلَات الْمَلَاهِي، وَطَعَنَ فِيهِ الْجُمْهُور بِاخْتِلَافِ
الْمَقْصِدَيْنِ، فَإِنَّ لَعِب الْحَبَشَة بِحِرَابِهِمْ كَانَ
لِلتَّمْرِينِ عَلَى الْحَرْب فَلَا يُحْتَجّ بِهِ لِلرَّقْصِ فِي
اللَّهْو-.

وَأَمَّا
اَلْآلَاتُ فَقَدْ حَكَى قَوْم اَلْإِجْمَاع عَلَى تَحْرِيمِهَا، وَحَكَى
بَعْضهمْ عَكْسه، وَقَدْ ذَكَرَ بَيَانَ شُبْهَةِ اَلْفَرِيقَيْنِ، عِنْدَ
اَلْكَلَامِ عَلَى حَدِيث اَلْمَعَازِف فِي كِتَاب اَلْأَشْرِبَة.

وَلَا
يَلْزَمُ مِنْ إِبَاحَةِ اَلضَّرْبِ بِالدُّفِّ فِي اَلْعُرْسِ وَنَحْوِهِ
إِبَاحَة غَيْرِهِ مِنْ اَلْآلَاتِ كَالْعُودِ وَنَحْوِهِ. وَقَدْ ذَكَرَ
بَيَانَ ذَلِكَ فِي وَلِيمَةِ اَلْعُرْسِ.

وَأَمَّا اِلْتِفَافُهُ r بِثَوْبِهِ، فَفِيهِ:
إِعْرَاضٌ
عَنْ ذَلِكَ؛ لِكَوْنِ مَقَامِهِ يَقْتَضِي أَنْ يَرْتَفِعَ عَنْ
اَلْإِصْغَاءِ إِلَى ذَلِكَ، لَكِنَّ عَدَمَ إِنْكَارِهِ دَالٌّ عَلَى
تَسْوِيغِ مِثْلِ ذَلِكَ عَلَى اَلْوَجْهِ اَلَّذِي أَقَرَّهُ إِذْ لَا
يُقِرُّ عَلَى بَاطِل، وَالْأَصْل اَلتَّنَزُّه عَنْ اَللَّعِبِ
وَاللَّهْوِ فَيُقْتَصَرُ عَلَى مَا وَرَدَ فِيهِ اَلنَّصُّ وَقْتًا
وَكَيْفِيَّة تَقْلِيلًا لِمُخَالَفَةِ اَلْأَصْلِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.

وَفِي هَذَا اَلْحَدِيثِ مِنْ اَلْفَوَائِدِ:
*
مَشْرُوعِيَّة اَلتَّوْسِعَة عَلَى اَلْعِيَالِ فِي أَيَّامِ
اَلْأَعْيَادِ بِأَنْوَاعِ مَا يَحْصُلُ لَهُمْ بَسْط اَلنَّفْس وَتَرْوِيح
اَلْبَدَن مِنْ كَلَف اَلْعِبَادَة، وَأَنَّ اَلْإِعْرَاضَ عَنْ ذَلِكَ
أَوْلَى.

* وَفِيهِ: أَنَّ إِظْهَار اَلسُّرُور فِي اَلْأَعْيَادِ مِنْ شِعَارِ اَلدِّينِ.
*
وَفِيهِ: جَوَازُ دُخُولِ اَلرَّجُلِ عَلَى اِبْنَتِهِ وَهِيَ عِنْدُ
زَوْجِهَا إِذَا كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عَادَة، وَتَأْدِيب اَلْأَبِ
بِحَضْرَة اَلزَّوْج وَإِنْ تَرَكَهُ اَلزَّوْج، إِذْ اَلتَّأْدِيبُ
وَظِيفَة اَلْآبَاءِ، وَالْعَطْفُ مَشْرُوع مِنْ اَلْأَزْوَاجِ
لِلنِّسَاءِ.

*
وَفِيهِ: اَلرِّفْقُ بِالْمَرْأَةِ وَاسْتِجْلَاب مَوَدَّتِهَا، وَأَنَّ
مَوَاضِعَ أَهْلِ اَلْخَيْرِ تُنَزَّهُ عَنْ اَللَّهْوِ وَاللَّغْوِ،
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ إِثْم إِلَّا بِإِذْنِهِمْ.

*
وَفِيهِ: أَنَّ اَلتِّلْمِيذَ إِذَا رَأَى عِنْدَ شَيْخِهِ مَا
يُسْتَكْرَهُ مِثْلهُ بَادَرَ إِلَى إِنْكَارِهِ، وَلَا يَكُونُ فِي ذَلِكَ
اِفْتِئَات عَلَى شَيْخِهِ، بَلْ هُوَ أَدَبٌ مِنْهُ وَرِعَايَةٌ
لِحُرْمَتِهِ وَإِجْلَالٌ لِمَنْصِبِهِ.

*
وَفِيهِ: فَتْوَى اَلتِّلْمِيذ بِحَضْرَة شَيْخه بِمَا يَعْرِفُ مِنْ
طَرِيقَتِهِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَبُو بَكْر ظَنَّ أَنَّ
اَلنَّبِيَّ
r نَامَ فَخَشِيَ أَنْ يَسْتَيْقِظَ فَيَغْضَبَ عَلَى اِبْنَتِهِ فَبَادَرَ إِلَى سَدِّ هَذِهِ اَلذَّرِيعَةِ.
وَفِي
قَوْلِ عَائِشَة فِي آخِرِ هَذَا اَلْحَدِيثِ: (فَلَمَّا غَفَلَ
غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا): دَلَالَة عَلَى أَنَّهَا مَعَ تَرْخِيصِ
اَلنَّبِيِّ
r
لَهَا فِي ذَلِكَ رَاعَتْ خَاطِر أَبِيهَا وَخَشِيَتْ غَضَبَهُ عَلَيْهَا
فَأَخْرَجْتهُمَا، وَاقْتِنَاعَهَا فِي ذَلِكَ بِالْإِشَارَةِ فِيمَا
يَظْهَرُ لِلْحَيَاءِ مِنْ اَلْكَلَامِ بِحَضْرَة مَنْ هُوَ أَكْبَرُ
مِنْهَا وَاَللَّه أَعْلَمُ.

* وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى: جَوَازِ سَمَاع صَوْت اَلْجَارِيَةِ بِالْغِنَاءِ، وَلَوْ لَمْ تَكُنْ مَمْلُوكَة؛ لِأَنَّهُ r
لَمْ يُنْكِرْ عَلَى أَبِي بَكْر سَمَاعَهُ بَلْ أَنْكَرَ إِنْكَاره،
وَاسْتَمَرَّتَا إِلَى أَنْ أَشَارَتْ إِلَيْهِمَا عَائِشَة بِالْخُرُوجِ.
وَلَا يَخْفَى أَنَّ مَحَلّ اَلْجَوَاز مَا إِذَا أُمِنَتْ اَلْفِتْنَةُ
بِذَلِكَ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.

قَوْله:
(يَلْعَبُ فِيهِ اَلسُّودَانُ) (وَالْحَبَشَة يَلْعَبُونَ فِي
اَلْمَسْجِدِ) (بِحِرَابِهِمْ) وَلِمُسْلِمٍ: (جَاءَ حَبَش يَلْعَبُونَ فِي
اَلْمَسْجِدِ)، قَالَ اَلْمُحِبّ اَلطَّبَرِيّ: هَذَا اَلسِّيَاقُ
يُشْعِرُ بِأَنَّ عَادَتَهُمْ ذَلِكَ فِي كُلِّ عِيد، وَوَقَعَ فِي
رِوَايَةِ اِبْنِ حِبَّانَ: (لَمَّا قَدِمَ وَفْد اَلْحَبَشَةِ قَامُوا
يَلْعَبُونَ فِي اَلْمَسْجِدِ) وَهَذَا يُشْعِرُ بِأَنَّ اَلتَّرْخِيصَ
لَهُمْ فِي ذَلِكَ بِحَال اَلْقُدُوم، وَلَا تَنَافِيَ بَيْنَهُمَا
لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ قُدُومهمْ صَادَفَ يَوْمَ عِيدٍ وَكَانَ مِنْ
عَادَتِهِمْ اَللَّعِب فِي اَلْأَعْيَادِ فَفَعَلُوا ذَلِكَ كَعَادَتِهِمْ
ثُمَّ صَارُوا يَلْعَبُونَ يَوْمَ كُلِّ عِيد.

وَيُؤَيِّدُهُ مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَنْ أَنَس قَالَ: (لَمَّا قَدِمَ اَلنَّبِيُّ r اَلْمَدِينَةَ لَعِبَتْ اَلْحَبَشَة فَرَحًا بِذَلِكَ لَعِبُوا بِحِرَابِهِمْ)، وَلَا شَكَّ أَنَّ يَوْمَ قُدُومِهِ r كَانَ عِنْدَهُمْ أَعْظَم مِنْ يَوْمِ اَلْعِيدِ.
قَالَ
اَلزَّيْن بْن اَلْمُنِيرِ: سَمَّاهُ لَعِبًا وَإِنْ كَانَ أَصْله
اَلتَّدْرِيب عَلَى اَلْحَرْبِ وَهُوَ مِنْ اَلْجِدِّ لِمَا فِيهِ مِنْ
شَبَه اَللَّعِب، لِكَوْنِهِ يَقْصِدُ إِلَى اَلطَّعْنِ وَلَا يَفْعَلُهُ
وَيُوهِمُ بِذَلِكَ قَرْنه وَلَوْ كَانَ أَبَاهُ أَوْ اِبْنَهُ.

قَوْله: (فَإِمَّا سَأَلْت رَسُولَ اَللَّهِ r
وَإِمَّا قَالَ: تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ): هَذَا تَرَدُّد مِنْهَا فِيمَا
كَانَ وَقَع لَهُ هَلْ كَانَ أَذِنَ لَهَا فِي ذَلِكَ اِبْتِدَاء مِنْهُ
أَوْ عَنْ سُؤَالٍ مِنْهَا، وَهَذَا بِنَاءً عَلَى أَنْ سَأَلْت بِسُكُونِ
اَللَّامِ عَلَى أَنَّهُ كَلَامُهَا، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ بِفَتْحِ
اَللَّامِ فَيَكُونُ كَلَام اَلرَّاوِي فَلَا يُنَافِي مَعَ ذَلِكَ
قَوْلَهُ: (وَإِمَّا قَالَ تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ): وَقَدْ اِخْتَلَفَتْ
اَلرِّوَايَاتُ عَنْهَا فِي ذَلِكَ: فَفِي رِوَايَة اَلنَّسَائِيّ مِنْ
طَرِيقِ يَزِيد بْن رُومَان عَنْهَا: (سَمِعْت لَغَطًا وَصَوْت صِبْيَان،
فَقَامَ اَلنَّبِيُّ
r
فَإِذَا حَبَشِيَّة تَزْفِنُ -أَيْ تَرْقُصُ- وَالصِّبْيَان حَوْلَهَا
فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، تَعَالَيْ فَانْظُرِي)، فَفِي هَذَا أَنَّهُ
اِبْتَدَأَهَا، وَفِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْهَا عِنْدَ
مُسْلِمٍ أَنَّهَا قَالَتْ لِلَّاعِبِينَ: (وَدِدْت أَنِّي أَرَاهُمْ)
فَفِي هَذَا أَنَّهَا سَأَلَتْ، وَيُجْمَعُ بَيْنَهُمَا بِأَنَّهَا
اِلْتَمَسَتْ مِنْهُ ذَلِكَ فَأَذِنَ لَهَا، وَفِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ
(الكبرى: 5/307: 8951) مِنْ طَرِيقِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْهَا: (دَخَلَ
الْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ
r يَا حُمَيْرَاءُ أَتُحِبِّينَ أَنْ تَنْظُرِي إِلَيْهِمْ؟ فَقُلْت: نَعَمْ). إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.-وَلَمْ أَرَ فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ ذِكْرَ الْحُمَيْرَاءِ إِلَّا فِي هَذَا.-
وَفِي
رِوَايَةِ أَبِي سَلَمَةَ هَذِهِ مِنْ الزِّيَادَةِ عَنْهَا قَالَتْ:
(وَمِنْ قَوْلِهِمْ يَوْمَئِذٍ: أَبَا الْقَاسِمِ طَيِّبًا) كَذَا فِيهِ
بِالنَّصْبِ، وَهُوَ حِكَايَةُ قَوْلِ الْحَبَشَةِ، وَلِأَحْمَدَ
وَالسَّرَّاجِ وَابْنِ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ: (أَنَّ الْحَبَشَةَ
كَانَتْ تَزْفِنُ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ
r وَيَتَكَلَّمُونَ بِكَلَامٍ لَهُمْ، فَقَالَ: مَا يَقُولُونَ؟ قَالَ يَقُولُونَ: (مُحَمَّدٌ عَبْدٌ صَالِحٌ).
قَوْلُهُ:
(فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ خَدِّي عَلَى خَدِّهِ): أَيْ مُتَلَاصِقَيْنِ
وَهِيَ جُمْلَةٌ حَالِيَّةٌ بِدُونِ وَاوٍ كَمَا قِيلَ فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: (اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ)، وَفِي رِوَايَةِ
مُسْلِمٍ: (فَوَضَعْت رَأْسِي عَلَى مَنْكِبِهِ): وَفِي رِوَايَةِ أَبِي
سَلَمَةَ وَهِيَ-أَبْيَنُهَا-: (فَوَضَعْت ذَقْنِي عَلَى عَاتِقِهِ،
وَأَسْنَدْت وَجْهِي إِلَى خَدِّهِ) وَفِي رِوَايَةِ (أَنْظُرُ بَيْنَ
أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ) وَمَعَانِيهَا مُتَقَارِبَةٌ.

وَفِي
رِوَايَةِ: (فَيَسْتُرُنِي وَأَنَا أَنْظُرُ): وَفِي أَبْوَابِ
الْمَسَاجِدِ بِلَفْظِ: (يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ): وَيُتَعَقَّبُ بِهِ
عَلَى ابْنِ الْمُنِيرِ فِي اِسْتِنْبَاطِهِ: جَوَازُ اِكْتِفَاءِ
الْمَرْأَةِ بِالتَّسَتُّرِ بِالْقِيَامِ خَلْفَ مَنْ تُسْتَرُ بِهِ مِنْ
زَوْجٍ أَوْ ذِي مَحْرَمٍ إِذَا قَامَ ذَلِكَ مَقَامَ الرِّدَاءِ؛ لِأَنَّ
الْقِصَّةَ وَاحِدَةٌ، وَقَدْ وَقَعَ فِيهَا التَّنْصِيصُ عَلَى وُجُودِ
التَّسَتُّرِ بِالرِّدَاءِ.

قَوْلُهُ:
(وَهُوَ يَقُولُ: دُونَكُمْ): بِالنَّصْبِ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ بِمَعْنَى
الْإِغْرَاءِ وَالْمُغْرَى بِهِ مَحْذُوفٌ وَهُوَ لَعِبُهُمْ
بِالْحِرَابِ.

وَفِيهِ إِذْنٌ وَتَنْهِيضٌ لَهُمْ وَتَنْشِيطٌ.
قَوْلُهُ: (يَا بَنِي أَرْفَِدَةَ):
هُوَ لَقَبٌ لِلْحَبَشَةِ، وَقِيلَ: هُوَ اِسْمُ جِنْسٍ لَهُمْ، وَقِيلَ:
اِسْمُ جَدِّهِمْ الْأَكْبَرِ. وَقِيلَ: الْمَعْنَى يَا بَنِي الْإِمَاءِ.

وَالْحَبَش
هُمْ الْحَبَشَة: يُقَال إِنَّهُمْ مِنْ وَلَد حَبَش بْن كوش بْن حَامِ
بْن نُوح، وَهُمْ مُجَاوِرُونَ لِأَهْلِ الْيَمَن يَقْطَع بَيْنهمْ
الْبَحْر، وَقَدْ غَلَبُوا عَلَى الْيَمَن قَبْل الْإِسْلَام وَمَلَكُوهَا،
وَغَزَا أَبْرَهَة مِنْ مُلُوكهمْ الْكَعْبَة وَمَعَهُ الْفِيل.

(فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ r: أَمَّنَّا بَنِي أَرْفَِدَةَ) (فَأَهْوَى إِلَى الْحَصْبَاءِ فَحَصِبَهُمْ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ r دَعْهُمْ يَا عُمَرُ) فِي كِتَابِ الْجِهَادِ، وَزَادَ أَبُو عَوَانَةَ فِي صَحِيحِهِ: (فَإِنَّهُمْ بَنُو أَرْفَِدَةَ)؛ كَأَنَّهُ يَعْنِي أَنَّ هَذَا شَأْنُهُمْ وَطَرِيقَتُهُمْ وَهُوَ مِنْ الْأُمُورِ الْمُبَاحَةِ فَلَا إِنْكَارَ عَلَيْهِمْ.


قَالَ
الْمُحِبُّ الطَّبَرِيُّ: فِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّهُ يُغْتَفَرُ
لَهُمْ مَا لَا يُغْتَفَرُ لِغَيْرِهِمْ، لِأَنَّ الْأَصْلَ فِي
الْمَسَاجِدِ تَنْزِيهُهَا عَنْ اللَّعِبِ فَيُقْتَصَرُ عَلَى مَا وَرَدَ
فِيهِ النَّصُّ.

وَرَوَى السَّرَّاجُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُ r
قَالَ يَوْمَئِذٍ: (لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً،
إِنِّي بُعِثْت بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ) وَهَذَا يُشْعِرُ بِعَدَمِ
التَّخْصِيصِ، وَكَأَنَّ عُمَرَ بَنَى عَلَى الْأَصْلِ فِي تَنْزِيهِ
الْمَسَاجِدِ فَبَيَّنَ لَهُ النَّبِيُّ
r وَجْهَ الْجَوَازِ فِيمَا كَانَ هَذَا سَبِيلَهُ، أَوْ لَعَلَّهُ لَمْ يَكُنْ عَلِمَ أَنَّ النَّبِيَّ r كَانَ يَرَاهُمْ.
قَوْلُهُ:
(حَتَّى إِذَا مَلِلْت)، وَفِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ: (حَتَّى أَكُونَ
أَنَا الَّذِي أَسْأَمُ) وَلِمُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِهِ: (ثُمَّ يَقُومُ مِنْ
أَجْلِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَنْصَرِفُ) وَفِي رِوَايَةِ
يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عِنْدَ النَّسَائِيِّ: (أَمَا شَبِعْت؟ أَمَا
شَبِعْت؟ قَالَتْ: فَجَعَلْت أَقُولُ: لَا، لِأَنْظُرَ مَنْزِلَتِي
عِنْدَهُ) وَلَهُ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْهَا: (قُلْت: يَا
رَسُولَ اللَّهِ لَا تَعْجَلْ، فَقَامَ لِي ثُمَّ قَالَ: حَسْبُك؟ قُلْت:
لَا تَعْجَلْ. قَالَ: وَمَا بِي حُبُّ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ وَلَكِنْ
أَحْبَبْت أَنْ يَبْلُغَ النِّسَاءَ مُقَامُهُ لِي وَمَكَانِي مِنْهُ)
وَزَادَ فِي النِّكَاحِ فِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ (فَاقْدُرُوا قَدْرَ
الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ الْحَرِيصَةِ عَلَى اللَّهْوِ)
وَقَوْلُهَا (اُقْدُرُوا): مِنْ التَّقْدِيرِ وَيَجُوزُ كَسْرُهَا،
وَأَشَارَتْ بِذَلِكَ إِلَى أَنَّهَا كَانَتْ حِينَئِذٍ شَابَّةً، وَقَدْ
تَمَسَّك بِهِ مَنْ اِدَّعَى نَسْخَ هَذَا الْحُكْمِ، وَأَنَّهُ كَانَ فِي
أَوَّلِ الْإِسْلَامِ، وَرُدَّ بِأَنَّ قَوْلَهَا: (يَسْتُرُنِي
بِرِدَائِهِ) دَالٌّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ بَعْدَ نُزُولِ الْحِجَابِ.

وَكَذَا
قَوْلُهَا: (أَحْبَبْت أَنْ يَبْلُغَ النِّسَاءَ مُقَامُهُ لِي): مُشْعِرٌ
بِأَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ بَعْدَ أَنْ صَارَتْ لَهَا ضَرَائِرُ، أَرَادَتْ
الْفَخْرَ عَلَيْهِنَّ، فَالظَّاهِرُ أَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ بَعْدَ
بُلُوغِهَا.

وَقَدْ
تَقَدَّمَ مِنْ رِوَايَةِ اِبْنِ حِبَّانَ أَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ لَمَّا
قَدِمَ وَفْدُ الْحَبَشَةِ وَكَانَ قُدُومُهُمْ سَنَةَ سَبْعٍ فَيَكُونُ
عُمْرُهَا حِينَئِذٍ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً.

وَاسْتُدِلَّ
بِهِ عَلَى: جَوَازِ اللَّعِبِ بِالسِّلَاحِ عَلَى طَرِيقِ التَّوَاثُبِ
لِلتَّدْرِيبِ عَلَى الْحَرْبِ وَالتَّنْشِيطِ عَلَيْهِ.

وَاسْتُنْبِطَ مِنْهُ: جَوَازُ الْمُثَاقَفَةِ لِمَا فِيهَا مِنْ تَمْرِينِ الْأَيْدِي عَلَى آلَاتِ الْحَرْبِ.
قَالَ
عِيَاضٌ: وَفِيهِ جَوَازُ نَظَرِ النِّسَاءِ إِلَى فِعْلِ الرِّجَالِ
الْأَجَانِبِ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُكْرَهُ لَهُنَّ النَّظَرُ إِلَى
الْمَحَاسِنِ وَالِاسْتِلْذَاذِ بِذَلِكَ، وَمِنْ تَرَاجِمِ الْبُخَارِيِّ
عَلَيْهِ: (بَابُ نَظَرِ الْمَرْأَةِ إِلَى الْحَبَشِ وَنَحْوِهِمْ مِنْ
غَيْرِ رِيبَةٍ). وَقَالَ النَّوَوِيُّ: أَمَّا النَّظَرُ بِشَهْوَةٍ
وَعِنْدَ خَشْيَةِ الْفِتْنَةِ فَحَرَامٌ اِتِّفَاقًا، وَأَمَّا بِغَيْرِ
شَهْوَةٍ فَالْأَصَحُّ أَنَّهُ مُحَرَّمٌ.

وَأَجَابَ
عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ: بِأَنَّهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ قَبْلَ
بُلُوغِ عَائِشَةَ، وَهَذَا قَدْ تَقَدَّمَتْ الْإِشَارَةُ إِلَى مَا
فِيهِ، قَالَ: أَوْ كَانَتْ تَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِمْ بِحِرَابِهِمْ لَا
إِلَى وُجُوهِهِمْ وَأَبْدَانِهِمْ، وَإِنْ وَقَعَ بِلَا قَصْدٍ أَمْكَنَ
أَنْ تَصْرِفَهُ فِي الْحَالِ
}.
وفي كتاب الجمعة: بَاب اَلْحِرَاب وَالدَّرَق يَوْمَ اَلْعِيدِ:
حَمْلُ
اَلسِّلَاح فِي اَلْعِيدِ لَا مَدْخَلَ لَهُ فِي سُنَّة اَلْعِيد وَلَا
فِي صِفَةِ اَلْخُرُوجِ إِلَيْهِ، وَاَلظَّاهِر أَنَّ لَعِبَ اَلْحَبَشَةِ
إِنَّمَا كَانَ بَعْدَ رُجُوعِهِ
r مِنْ اَلْمُصَلَّى، لِأَنَّهُ كَانَ يَخْرُجُ أَوَّل اَلنَّهَارِ فَيُصَلِّي ثُمَّ يَرْجِعُ.
قلت:
قوله: (وَلَمْ أَرَ فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ ذِكْرَ الْحُمَيْرَاءِ إِلَّا فِي
هَذَا): عير دقيق، فقد صح حديثان غير هذا أيضا: أنظر التعليق على المنار
المنيف، لابن قيم الجوزية ص: 60، وعلى المصنوع في معرفة الحديث الموضوع
(الموضوعات الصغرى للصاغاني)، ص:212.
فقد صح الحديث: حديث: {} المستدرك 3/119 () والبيهقي في السنن وصححه على شرطهما، واعترضه الذهبي بأن أحد رواته لم يخرجا له.
وحديث النسائي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هذا محمد صلى الله عليه وسلم فمن مثلُهُ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الاسلامي :: الدفاع عن النبي صلي الله عليه وسلم-
انتقل الى: